ثم ذكر بعضاً من أحوال العلماء في هذه العبادة العظيمة نختار منها ما يلي قال: (كان خالد بن معدان يسبح كل يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن) فلا نستغرب من ذلك، فبعض الناس تجده قد تعلق قلبه بالجهاد، فتراه دائماً كلما سمع هيعة مشى إليها، ولا يفتر ولا يتوانى، بل لا تقر عينه إلا بالجهاد، ومنهم من تعلق قلبه بقراءة القرآن؛ فيقرؤه ليلاً ونهاراً، ومنهم من تعلق قلبه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وهكذا، فالله تعالى جعلها سبلاً من سبل الخير، ولهذا يحمل قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))[العنكبوت:69] على هذا الشيء، فطرق الخير كثيرة.